انسحبت أعداد كبيرة من العائلات الجزائرية من قاعة عرض الفيلم المغربي "المنسيون" خلال فعاليات مهرجان وهران الدولي للفيلم؛ وذلك احتجاجا على ما وصفوه بـ"المشاهد الإباحية التي يمتلئ بها العمل".
ونقلت صحيفة "الشروق" الجزائرية 20 ديسمبر/كانون الأول عن بعض المشاهدين قولهم إنه من المعيب إدراج هذا الفيلم "الإباحي" في وهران، وقال أحدهم -الذي كان برفقة ابنه صاحب التسع سنوات
-: "اندهشت من المشاهد الجريئة والساخنة، والتي لا يمكن لي أن أترك أطفالي يشاهدونها".
-: "اندهشت من المشاهد الجريئة والساخنة، والتي لا يمكن لي أن أترك أطفالي يشاهدونها".
وأضاف غاضبا "لقد كان من المجدي للمنظمين، لو وضعوا إشارة خاصة، تبين مدى جرأة الفيلم وخدشه الحياء العام دون خطوط حمراء".
وفي المقابل رد المنظمون، أن الأفلام في المهرجان مفتوحة للكبار فقط، وأن الأمر لا يستدعي وضع إشارات خاصة.
ودافع مخرج الفيلم حسين بن جلون عن العمل، وقال: "لست هنا لنشر العري، لكنني أتشرف بلقب محطم التابوهات".
وقال -خلال الندوة التي أعقبت عرض الفيلم- إن عمله السينمائي سيوزع في الجزائر وتونس، بعدما لقي إقبالا كبيرا في المغرب "ولم يعارضه سوى عدد قليل من أنصار حزب العدالة والتنمية الإسلامي".
غير أن هذه المعارضة لا تبدو أنها تزعج كثيرا "بن جلون" ولا حتى أبطال فيلمه الذين حضروا إلى وهران، ودافعوا عن النص الذي وافقوا على تأدية مشاهده قائلين، على لسان الممثل عبد الرحيم المنياري، إن "عملا سينمائيا مثل هذا يبدو مهما جدا من أجل تحقيق النقلة النوعية في السينما العربية".
ومن جهة أخرى، انتقد "بن جلون" السينما العربية قائلا: "لا تتوقعوا أن أنهي أفلامي بنهايات تشبه الأفلام المصرية التي أصبحت تثير ضحكي وضحك العديد ممن يشاهدونها في العالم، ذلك أنها تقوم على محاكاة الأكشن ومشاهد المصارعة، بشكل جعل المصريين يعتقدون أن في مقدرتهم منافسة هوليود في صناعة سينما استعراضية، تقوم على الحركة والتقنية، وهو رهان فاشل بكل المقاييس".
يذكر أن فيلم "المنسيون" إنتاج سنة 2010، ويعالج موضوع الاستغلال الجنسي للنساء عبر العالم، لكنه يركز على "البضاعة المحلية" أي المغربيات، عبر ثلاث قصص إنسانية (يامنة وآمال ونوال) اللواتي يهربن من بلدهن نحو أوروبا، حيث يطمحن إلى تحقيق مشاريعهن وإيجاد حياة أفضل، لكنهن يجدن أنفسهن أسيرات لمافيا بلا رحمة، تنشط في بروكسل معرضات لأبشع استغلال جنسي.