هل زواجك بحاجة إلى علاج؟ إذا كنت كغالبية الأفراد فإن الإجابة الصحيحة ربما تكون بـ«نعم»، لكن إجابتك ربما تكون «لا».
في معظم الزيجات يرفض أحد الزوجين أو كلاهما فكرة السعي للحصول على استشارة، في حين لا يستطيع البعض تحمل نفقاتها، فيما يجدها آخرون غير ملائمة. والكثير ينظرون إلى العلاج على أنه الملاذ الأخير للأزواج الذين توشك زيجاتهم على الانهيار.
لم يشارك سوى 19 في المائة فقط من المتزوجين حديثا في استشارات زواج. ووجدت الدراسة التي أجريت مؤخرا حول الأزواج المطلقين أن
ما يقرب من الثلثين سعوا إلى الحصول على استشارة قبل قرارهم بإنهاء العلاقة.
وقال بريان دوس، أستاذ علم النفس المساعد بجامعة ميامي: «نميل بصورة أكبر إلى رفض الحصول على المساعدة بشأن علاقتنا الزوجية أكثر منا في حالات الاكتئاب أو القلق.
كما أن هناك رفضا قويا للاعتراف بأن الزواج يواجه مشكلة، أو الاعتراف بالفشل، عبر الاعتراف بأن شيئا ما غير صائب».
لا تفلح الاستشارات الزوجية على الدوام، ربما، يعود ذلك بطبيعة الحال إلى أنها غالبا ما تأتي متأخرة، بعد أن تصل العلاقة إلى نقطة اللاعودة.
ووجدت دراسة حديثة أجريت مؤخرا على نوعين من العلاج، أن ما يقرب من نصف الأزواج تحدثوا عن وقوع تطورات جيدة طويلة الأمد في زيجاتهم.
لذا عمد الباحثون إلى البحث عن وسائل (البعض منها على شبكة الإنترنت) للوصول إلى الأزواج قبل خروج قطار الزواج عن مساره.
وتقوم دراسة حالية تعمل على تمويلها الحكومة الفيدرالية باقتفاء أثر 217 زوجا يشاركون في «فحص الزواج السنوي». الذي يقدم في الأساس رعاية وقائية مثل فحص الأسنان أو الفحص الطبي السنوي.
وكتب جيمس كوردوفا، أستاذ علم النفس المساعد بجامعة كلارك الواقعة ورستستور بولاية ماساتشوستس، تحت عنوان «فحص الزواج»، «لا تنتظر حتى يؤلمك شيء لتقوم بزيارة الطبيب، لذا تقوم بزيارات دورية له، هذا هو المعيار بالنسبة لنا.
ولو أقدم الأفراد على فحص الزواج بصورة سنوية لعمل ذلك على توفير نفس النوع من الفائدة التي يقدمها الفحص البدني».
على الرغم من أن الدكتور كوردوفا وزملاءه لا يزالون يحاولون حساب البيانات، فإن النتائج الأولية تثبت أن الأزواج الذين يشاركون في البرنامج شهدوا تطورات إيجابية في زواجهم.
ومن خلال تقديم المشورة للأزواج قبل تدهور العلاقة بين الزوجين، يمكن القيام ببعض التغيرات البسيطة في وسائل الاتصال قبل أن تخرج المشكلة عن نطاق السيطرة. (من بين المشكلات الأكثر شيوعا، الافتقار إلى التوقيت لممارسة الجماع وإلقاء اللوم على الطرف الآخر في ضغوط رعاية الطفل).
ويضيف كوردوفا «لن يلجأ الأزواج إلى استشارات الزواج للتغلب على ذلك الشيء الذي يناضلونه، لذا ينتهي بهم الحال إلى الصراع في الأماكن التي ربما كان الحل فيها في البداية بسيطا للغاية، ولكنهم يتغافلون عنه».
ليس من المستغرب أن يقوم بعض المعالجين بإنشاء برامج المساعدة الذاتية على الإنترنت للوصول إلى الأزواج قبل وقوع مشكلات خطيرة.
ويقوم الدكتور أندرو كريستنسن، أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا، في لوس أنجليس، بالاستعانة بأزواجلدراسة مثل هذا البرنامج.
ويتم تمويل الدراسة التي ستجري عبر الإنترنت، بمنحة تصل إلى 1.2 مليون دولار مدتها 5 سنوات من المعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية، وتقديم العلاج على الإنترنت إلى 500 من الأزواج، وتقوم على «علاج القبولية»، الذي يركز على فهم أفضل لعيوب الشريك، تقنية تم تشخيصها للـ«الاختلافات يمكن التغلب عليها»، من قبل الدكتور كريستنسن ونيل جاكوبسون.
فيما كانت الطريقة التي يطلق عليها رسميا العلاج السلوكي التكاملي، التي كانت موضوع واحدة من التجارب السريرية الأكبر والأطول في علاج الأزواج.
وخلال أكثر من عام تلقى 134 زوجا وصلت مشكلات زواجهم إلى مستويات حرجة في لوس أنجليس وسياتل 26 جلسة علاج، مع دورات متابعة كل 6 أشهر على مدى السنوات الخمس المقبلة.
خلال الجلسات تلقى نصف الأزواج العلاج التقليدي الذي يركز على تحسين الاتصال وحل المشكلات، في الوقت الذي شارك الآخرون في برنامج مماثل تضمن علاج القبولية، وبعد 5 سنوات من العلاج، تحسنت نحو نصف الزيجات في كلتا المجموعتين بشكل ملحوظ، وفقا للدراسة التي نشرت في عدد أبريل (نيسان) من مجلة «علم النفس السريري والاستشارات».
ويقول الدكتور كريستنسن إن نحو ثلث الأفراد يمكن وصفهم بأنهم «أزواج طبيعيون، وسعداء» وهو ما يعد تحسنا كبيرا بالنظر إلى الحالة التي كانوا عليها في البداية، (كان الأزواج الذين تلقوا علاج القبولية قد حققوا نتائج أفضل بعد سنتين، ولكن كلا النوعين من العلاج كانا شبه متساويين في نهاية الدراسة).
ويعقد الباحثون الأمل على أن تتمكن النسخة الإلكترونية من البرنامج من الوصول إلى الأزواج بصورة أسرع، وتقديم دورات مناعية لتحسين النتائج. لكن على الرغم من ذلك، يشير الدكتور كريستنسن إلى أن أبرز عيوب العلاج على الإنترنت هو أنها لن تعطي الأزواج طرفا ثالثا للاستماع إلى مناقشتهم.
وقال: «لا يعتقد أحد أن ذلك قادر على أن يحل محل العلاج الفردي أو العلاج للزوجين معا، فهناك شعور عام بأن التدخل قد يكون أقل قوة، ولكن لو كان أقل قوة فإن هناك إمكانية بوصوله إلى عدد أكبر من الناس، ومن ثم لا يزال علاجا مفيدا للغاية».
ويعرض الباحثون في جامعة بريغام ينغ، تقييما زوجيا موسعا على الإنترنت يسمى «ريلات» للأزواج والأفراد.
ويستغرق الاستبيان المفصلدقيقة لإنهاء واستخلاص تقرير مطول ورسومات بيانية تصور أسلوب الاتصال والنزاع بين الزوجين وكم الجهود التي يبذلها كلا الزوجين في هذه العلاقة، وتبلغ تكلفة إجراء هذا البحث ما بين 20 إلى 40 دولارا.
ويستخدم باحثون أستراليون نفس التقييم إلى جانب استخدام «الدي في دي» وبرنامج تعليم عبر الهاتف يدعى «رعاية الأزواج» الذي يمكن العثور عليه للوصول إلى العائلات في المناطق النائية غير الراغبة في الحصول على العلاج التقليدي.
وقد بدأ الباحثون في أستراليا ويوتاه الأميركية في إجراء تجربة عشوائية مضبوطة لنحو 300 زوج لتقرير فاعلية هذه الطريقة.
وتظهر البيانات الأولية إبلاغ الأزواج عن حدوث تطورات، لكن كيم هالفورد أستاذ علم النفس السريري في جامعة كوينزلاند في سان لوتشيا بأستراليا يرى أن هناك حاجة إلى ضرورة إجراء المزيد من الدراسة على الآثار بعيدة الأمد.
قال هالفورد: «نظرا لتلقي المزيد من الأزواج خدمات المواعدة عبر الإنترنت، فإن رغبة الأزواج في تلقي العلاج على الإنترنت يمكن أن تزداد. فإذا كان العلاج مطلوبا فلن يكون من المدهش اللجوء إلى تكنولوجيا الإنترنت».